السبت، 10 يناير 2009

الغضب الدامي

هشام عمرانماذا أقول وبيت الله يُقتحم
والقدس تُسبى وحق العرب يُهتضم؟‏
ماذا أقول وأرض العرب نازفة‏
والموت يحصد أكباداً ويلتهم؟‏
ماذا أقول لأطفال تحاصرهم‏
نار الطغاة وبالأحشاء تضطرم؟‏
عاد البغيض إلى الأقصى يدنسه‏
بالقتل يمضي وبالإجرام يتسم‏
بالحقد عاد وصمت العُرب يدفعه‏
والخزي بين عروش البعض يرتسم‏
ضنّوا بغزة واغتالوا كرامتها‏
وصفقوا لجيوش الذّل واحترموا‏
تمسكوا بحبال الشرّ تلفحهم‏
نار الخيانة لا عهدٌ ولا ذمم‏
وبنت غزة ثارت وهي صامدة‏
تودع الأحمر القاني وتبتسم‏
تمشي فخاراً ولا تخشى لمغتصب‏
في كل بيت لها سيف ومعتصم‏
في كل بيت فدائي يمد لها‏
يد الإخاء فلا خوف ولا سأم‏
هبت تصيح بأصوات مجلجلة‏
أين العروبة والإسلام والنظم؟‏
هبت لتسأل أسياداً وآصرة‏
أين المروءة والإيثار والشيم؟‏
أين الحمية من عدنان توقظهم؟‏
أين الرماح وأين الخيل والحشم؟‏
فالأرض تشكو زعامات وأنظمة‏
والشعب يصرخ والأحجار والحرم‏
والقدس من صمم الآذان غاضبةٌ‏
فالصمت يفتك بالأرواح والألم‏
خلائق الله تُسبى من مساجدها‏
ويُذبح الشيخ والمولود والهرم‏
والغرب يرنو إلى الأجداث مغتبطاً‏
كأنما العرب في آذانهم صمم‏
ثوروا لغزة يا أحرار وانتفضوا‏
وحطموا القيد والأغلال وانسجموا‏
لولا انقطاع وصال العرب ما احتشدت‏
جحافل البغي حول القدس تزدحم‏
فالغرب مزق أوصالاً وأفئدة‏
وجاء يبني دويلات ويقتسم‏
فصدقوه وساروا في مراكبه‏
وعوموا العار حتى غاصت القدم‏
هذا حصاد سلام راح ينشده‏
بعض الدعاة ومن بالغرب يلتحم‏
لكن غزة لن تنسى شراكتهم‏
والشعب من حمق الجاني سينتقم‏
يا أهل غزة صبراً في معاقلكم‏
فالله يكبر ما تعطوه والأمم‏
كل الشعوب تمدّ الكف هاتفة‏
لبيك غزة قال العرب والعجم‏
لبيك غزة فالرايات خافقة‏
والنصر آتٍ وعرش الذل ينهدم‏
هذي الشآم لغير الله ما ركعت‏
ولا استمالت لغربٍ قربه سقم‏
ظلت على قمم العلياء شامخة‏
راياتها بجبين الشمس تلتطم‏
منها السلام إلى الأبطال ترسله‏
والحب منها ومنها العزم والكرم‏
للقدس تفتح أبواباً وأفئدة‏
وتمسح الجرح تحناناً فيلتئم‏
يا قدس جرحك هزّ الكون قاطبة‏
وأجج الروح حتى ثارت الهمم‏
يا قدس جرحك إنذار بعاصفة‏
تفجر الأرض ثورات وتحتدم‏
لن يهدأ الشعب حتى ينجلي أبداً‏
ليل الغزاة ويعلو القمة العلم‏
لك الحياة وما تبدي معالمها‏
والموت للصلف الباغي سينهزم‏
جريده الثوره السوريه 10-1-2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق